كلمة الرئيس

يسرّنا أن نرحب بكم في قسم الآثار بجامعة الملك سعود، هذا الصرح العلمي الرائد الذي يحمل شرف الريادة كأول قسم أكاديمي متخصص في دراسة الآثار على مستوى المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسه عام 1398هـ / 1978م. ومنذ انطلاقته، اضطلع القسم بدور محوري في بناء المعرفة الأثرية، وتوثيق تاريخ المملكة الغني، وتعزيز الهوية الوطنية في إطار رؤية المملكة 2030.
يُولي القسم اهتماماً بالغاً بتطوير برامجه الأكاديمية والبحثية، حيث يمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ويحرص على تكامل الجوانب النظرية مع التطبيقات الميدانية، بما يواكب أحدث المنهجيات العلمية والتقنيات الرقمية في دراسة التراث والآثار. ويُعنى القسم بإعداد كوادر وطنية مؤهلة علمياً ومهنياً، قادرة على قيادة مشاريع التنقيب، التوثيق، التحليل، والحفظ وفق أعلى المعايير الأكاديمية العالمية.
وانطلاقاً من رسالته العلمية، يسعى القسم إلى بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات محلية ودولية، ويشجع أعضاء هيئة التدريس والطلبة على المشاركة الفاعلة في المؤتمرات والندوات العلمية، وتقديم بحوث نوعية تُسهم في إثراء المعرفة الإنسانية وخدمة المجتمع.
ولا يقتصر دور القسم على التعليم والبحث فحسب، بل يمتد إلى خدمة المجتمع من خلال برامج التوعية، والمبادرات الثقافية، والمشاركة في الفعاليات الوطنية التي تُبرز قيمة الآثار في بناء الحاضر واستشراف المستقبل.
وفي هذا السياق، يُعد متحف الآثار التابع للقسم منصة تعليمية وبحثية متكاملة، تخدم الطلبة والباحثين والمهتمين بمجال الآثار، ويضم مقتنيات أثرية متميزة من موقعي الفاو والربذة، تُجسد مراحل تاريخية متنوعة من آثار المملكة. فالمتحف ليس مجرد فضاء للعرض، بل هو بيئة نابضة بالعلم والمعرفة، تُعبر عن رسالة الجامعة في الريادة الأكاديمية وخدمة المجتمع.
وفي الختام، نؤمن بأن دراسة الآثار ليست مجرد استكشاف للماضي، بل هي مدخل لفهم الحاضر وبوصلة لصياغة المستقبل. ونفتح أبوابنا لكل من يحمل شغف المعرفة، ليكون جزءاً من هذه المسيرة العلمية المباركة.
رئيس قسم الآثار
د. خالد بن فايز الأسمري